فصل: (تابع: حرف النون)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف النون‏]‏

بدن‏:‏ بَدَنُ الإنسان‏:‏ جسدُه‏.‏ والبدنُ من الجسدِ‏:‏ ما سِوَى الرأْس والشَّوَى، وقيل‏:‏ هو العضوُ؛ عن كراع، وخص مَرّةً به أَعضاءَ الجَزور، والجمع أَبْدانٌ‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ إِنها لحَسنةُ الأَبدانِ؛ قال أَبو الحسن‏:‏ كأَنهم جعلو كل جُزْءٍ منه بَدَناً ثم جمعوه على هذا؛ قال حُمَيد بن ثور

الهلالي‏:‏

إنّ سُلَيْمى واضِحٌ لَبَّاتُها *** لَيِّنة الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ

ورجل بادنٌ‏:‏ سمين جسيم، والأُنثى بادنٌ وبادنةٌ، والجمعُ بُدْنٌ

وبُدَّنٌ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

فلا تَرْهَبي أَن يَقْطَع النَّأْيُ بيننا، ولَمّا يُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ

وقال زهير‏:‏

غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمَّراً خُدُجاً، من بَعْدِ ما جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا

وقد بَدُنَتْ وبَدَنَتْ تَبْدُن بَدْناً وبُدْناً وبَداناً وبدانةً؛ قال‏:‏ وانْضَمَّ بُدْنُ الشيخ واسمَأَلاً

إنما عنى بالبُدن هنا الجوهرَ الذي هو الشحم، لا يكون إلا على هذا لأَنك

إن جعلت البُدْنَ عرَضاً جعلته محلاًّ للعرض‏.‏ والمُبَدَّنُ

والمُبَدّنةُ‏:‏ كالبادِنِ والبادنةِ، إلا أَن المُبَدَّنةَ صيغةُ مفعول‏.‏ والمِبْدانُ‏:‏

الشَّكورُ السَّريعُ السَّمَن؛ قال‏:‏

وإني لَمِبْدانٌ، إذا القومُ أَخْمصُوا، وفيٌّ، إذا اشتدَّ الزَّمانُ، شحُوب‏.‏

وبَدَّنَ الرجلُ‏:‏ أَسَنَّ وضعف‏.‏ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ لا تُبادروني بالركوع ولا بالسجودِ، فإنه مهْما أَسْبِقكم به إذا

ركعتُ تُدْرِكوني إذا رَفَعْتُ، ومهما أَسْبقْكم إذا سجدت تُدْرِكوني

إذا رفعتُ، إني قد بَدُنْتُ؛ هكذا روي بالتخفيف بَدُنْت؛ قال الأُموي‏:‏ إنما

هو بَدَّنْت، بالتشديد، يعني كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ، والتخفيفُ من البدانة، وهي كثرةُ اللحم، وبَدُنْتُ أَي سَمِنْتُ وضَخُمْتُ‏.‏ ويقال‏:‏ بَدَّنَ

الرجلُ تَبْديناً إذا أَسَنَّ؛ قال حُمَيد الأَرقط‏:‏

وكنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدينا

والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرينا

قال‏:‏ وأَما قولُه قد بَدُنْتُ فليس له معنىً إلا كثرة اللحم ولم يكن صلى الله عليه وسلم سَميناً‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد جاء في صفته في حديث

ابن أَبي هالةَ‏:‏ بادِنٌ

مُتمَاسِك؛ والبادنُ‏:‏ الضخمُ، فلما قال بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِكٍ وهو الذي يُمْسِكُ بعضُ أَعْضائِه بعضاً، فهو مُعْتَدِلُ الخَلْقِ؛ ومنه

الحديث‏:‏ أَتُحِبُّ أَنّ رجلاً بادِناً في يوم حارٍّ غَسَلَ ما تَحتَ إزارِه

ثم أَعْطاكَه فشَرِبْتَه‏؟‏ وبَدَنَ الرجلُ، بالفتح، يَبْدُنُ بُدْناً

وبَدانةً، فهو بادِنٌ إذا ضخُمَ، وكذلك بَدُنَ، بالضم، يَبْدُن بَدانةً‏.‏ ورجل

بادِنٌ ومُبَدَّنٌ وامرأَة مُبَدَّنةٌ‏:‏ وهما السَّمينانِ‏.‏ والمُبَدِّنُ‏:‏

المُسِنُّ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ بَدُنَت المرأَةُ وبَدَنَت بُدْناً؛ قال أَبو منصور

وغيره‏:‏ بُدْناً وبَدانةً على فَعالة، قال الجوهري‏:‏ وامرأَةٌ

بادِنٌ أَيضاً وبَدين‏.‏ ورجل بَدَنٌ‏:‏ مُسِنٌّ كبير؛ قال الأَسود بن يعفر‏:‏

هل لِشَبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ، أَمْ ما بكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ‏؟‏

والبَدَنُ‏:‏ الوعِلُ المُسِنُّ؛ قال يصفَ وعِلاً وكَلْبة‏:‏

قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ، وضَمّها والبَدَنَ الحِقابُ‏:‏

جِدِّي لكلِّ عاملٍ ثَوابُ، والرأْسُ والأَكْرُعُ والإهابُ‏.‏

العُقابُ‏:‏ اسمُ كلبة، والحِقابُ‏:‏ جبل بعينه، والبَدَنُ‏:‏ المُسِنُّ من الوُعول؛ يقول‏:‏ اصْطادي هذا التيْسَ وأَجعلُ ثوابَك الرأْسَ والأَكْرُعَ

والإهابَ، وبيتُ الاستشهاد أَورده الجوهري‏:‏ قد ضمَّها، وصوابه وضمَّها كما أَوردناه؛ ذكره ابن بري، والجمع أَبْدُنٌ؛ قال كُثَيّر عزّة‏:‏

كأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِينُها

قُرونٌ تَحَنَّتْ في جَماجِمِ أَبْدُنِ

وبُدونٌ، نادر؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والبَدنةُ من الإبلِ والبقر‏:‏

كالأُضْحِيَة من الغنم تُهْدَى إلى مكة، الذكر والأُنثى في ذلك سواء؛ الجوهري‏:‏

البَدْنةُ ناقةٌ أَو بقرةٌ تُنْحَرُ بمكة، سُمِّيت بذلك لأَنهم كانوا

يُسَمِّنونَها، والجمع بُدُنٌ وبُدْنٌ، ولا يقال في الجمع بَدَنٌ، وإن كانوا

قد قالوا خَشَبٌ وأَجَمٌ ورَخَمٌ وأَكَمٌ، استثناه اللحياني من هذه‏.‏ وقال أَبو بكر في قولهم قد ساقَ بَدَنةً‏:‏ يجوز أَن تكون سُمِّيَتْ بَدَنةً

لِعِظَمِها وضَخامتِها، ويقال‏:‏ سمِّيت بدَنةً لسِنِّها‏.‏ والبُدْنُ‏:‏

السِّمَنُ والاكتنازُ، وكذلك البُدُن مثل عُسْر وعُسُر؛ قال شَبيب بن البَرْصاء‏:‏ كأَنها، من بُدُنٍ وإيفارْ، دَبَّت عليها ذَرِباتُ الأَنبارْ

وروي‏:‏ من سِمَنٍ وإيغار‏.‏ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه

أُتِيَ ببَدَناتٍ خَمْسٍ فطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدأُ؛ البَدَنةُ، بالهاء، تقع على الناقة والبقرة والبعير الذَّكر مما يجوز في الهدْي والأَضاحي، وهي بالبُدْن أَشْبَه، ولا تقع على الشاة، سمِّيت

بَدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها، وجمع البَدَنةِ البُدْن‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

والبُدْنَ جعَلْناها لكم من شعائِرِ الله؛ قال الزجاج‏:‏ بَدَنة وبُدْن، وإنما سُمِّيت بَدَنةً لأَنها تَبْدُنُ أَي تَسْمَنُ‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏

قيل له إن أَهلَ العِراق يقولون إذا أَعْتَقَ الرجلُ أَمَتَه ثم تَزوَّجها

كان كمَنْ يَرْكَبُ بدَنتَه؛ أَي مَنْ أَعْتَقَ أَمتَه فقد جعلها

مُحرَّرة لله، فهي بمنزلة البَدَنةِ التي تُهْدَى إلى بيت الله في الحجّ فلا

تُرْكبُ إلا عن ضرورةٍ، فإذا تزَوَّجَ أَمتَه المُعْتَقة كان كمن قد رَكِبَ

بدَنتَه المُهْداةَ‏.‏ والبَدَنُ‏:‏ شِبْهُ دِرْعٍ إلا أَنه قصير قدر ما يكون

على الجسد فقط قصير الكُمَّينِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ البَدَنُ الدِّرعُ القصيرة

على قدر الجسد، وقيل‏:‏ هي الدرع عامَّة، وبه فسر ثعلب قوله تعالى‏:‏ فاليومَ

نُنَجِّيكَ ببدَنِك؛ قال‏:‏ بِدِرْعِك، وذلك أَنهم شكُّوا في غَرَقِه فأَمرَ الله عز وجل البحرَ أَن يَقْذِفَه على دَكَّةٍ في البحر بِبَدنه أَي

بِدرْعِهِ، فاستيقنوا حينئذ أَنه قد غَرِقَ؛ الجوهري‏:‏ قالوا بجَسَدٍ لا

رُوحَ فيه، قال الأَخفش‏:‏ وقولُ مَن قالَ بِدرْعِك فليس بشيء، والجمع أَبْدانٌ‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهَه‏:‏ لما خطَب فاطمةَ، رضوان الله عليها، قيل‏:‏ ما عندكَ‏؟‏ قال‏:‏ فَرَسي وبَدَني؛ البَدَنُ‏:‏ الدِّرْع من الزَّرَدِ، وقيل‏:‏ هي القصيرةُ منها‏.‏ وفي حديث سَطيح‏:‏ أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ

والبَدَنِ أَي واسعُ الدِّرْعِ؛ يريد كثرةَ العطاء‏.‏ وفي حديث مَسْح

الخُفَّين‏:‏ فأَخْرجَ يدَه من تحتِ بدَنِه؛ اسْتعارَ البَدَنَ ههنا للجُبَّةِ

الصغيرةِ تشبيهاً بالدِّرع، ويحتمل أَن يريد من أَسفَل بدَنِ الجُبَّة، ويشهد

له ما جاء في الرواية الأُخرى‏:‏ فأَخرجَ يده من تحتِ البَدَنِ‏.‏ وبدَنُ

الرجلِ‏:‏ نَسَبُه وحسبُه؛ قال‏:‏

لها بدَنٌ عاسٍ، ونارٌ كريمةٌ

بمُعْتَركِ الآريّ، بين الضَّرائِم‏.‏

بذن‏:‏ قال ابن شميل في المَنْطِق‏:‏ بأْذَنَ فلانٌ من الشرّ بأْذَنةً، وهي المُبَأْذَنةُ، مصدر، ويقال‏:‏ أَنائِلاً تريدُ ومُعَتْرَسةً، أَراد

بالمُعَترسة الاسم يريد به الفعلَ مثل المُجاهَدة‏.‏

بذبن‏:‏ باذَبِينُ‏:‏ رسولٌ كان للحجاج؛ أَنشد ثعلب لرجل من بني كلاب‏:‏

أَقولُ لصاحبي وجَرَى سَنيحٌ، وآخرُ بارِحٌ مِن عنْ يَميني

وقد جَعَلَتْ بَوائقُ من أُمورٍ

تُوَقِّعُ دونَه، وتَكُفُّ دُوني‏:‏

نشدْتُك هلْ يَسُرُّك أَنّ سَرْجي

وسَرْجَك فوقَ بَغْلٍ باذَبِيني‏؟‏

قال‏:‏ نسبه إلى هذا الرجل الذي كان رسولاً للحجاج‏.‏

برن‏:‏ البَرْنيُّ‏:‏ ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر، وهو أَجود التمر، واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَصله فارسي، قال‏:‏ إنما هو بارِنيّ، فالبار الحَمْلُ، ونِيّ تعظيمُ ومبالغة؛ وقول الراجز‏:‏

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِّ‏.‏

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ

فإنه أَراد‏:‏ أَبو عليّ وبالعشيّ والبرنّي والصِّيصِيّ، فأَبدل من الياء

المشددة جيماً‏.‏ التهذيب‏:‏ البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب

بصُفْرة كثير اللِّحاء عَذْب الحَلاوة‏.‏ يقال‏:‏ نخلةٌ بَرْنِيَّة ونخلٌ

بَرْنِيٌّ؛ قال الراجز‏:‏

بَرْنِيّ عَيْدانٍ قَليل قشْرُهْ

ابن الأَعرابي‏:‏ البَرْنِيُّ الدِّيَكةُ، وقيل‏:‏ البَرَانيُّ، بلغة أَهل

العراق، الدِّيَكةُ الصِّغارُ حين تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِيّة‏.‏

والبَرْنِيَّةُ‏:‏ شبْهُ فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، وربما كانت من القَواريرِ الثِّخانِ

الواسعةِ الأَفْواه‏.‏ غيره‏:‏ والبَرْنيَّة إناءٌ من خَزَفٍ‏.‏ ويَبْرينُ‏:‏

موضع، يقال‏:‏ رملُ يَبْرينَ؛ قال ابن بري‏:‏ حقُّ يَبْرينَ أَنْ يُذْكَر في فصل بَرَى من باب المعتل لأنّ يبرينَ مثل يَرْمينَ، قال‏:‏ والدليل على صحة

ذلك قولهم يَبْرونَ في الرفع ويبرين في النصب والجر، وهذا قاطعٌ بزيادة

النون؛ قال‏:‏ ولا يجوز أَن يكون يَبْرين فَعْلْينَ، لأَنه لم يأْتِ له

نظيرٌ، وإنما في الكلام فِعْلينٌ مثلُ غِسْلينٍ، قال‏:‏ وهذا مذهب أَبي العباس، أَعني أَن يَبْرين مثلُ يَرْمين، قال‏:‏ وهو الصحيح‏.‏

برثن‏:‏ البُرْثُنُ‏:‏ مِخْلَبُ الأَسَد، وقيل‏:‏ هو للسبُع كالإصْبَع

للإنسان، وقيل‏:‏ البُرْثُنُ الكَفُّ بكمالها مع الأَصابع‏.‏ الليث‏:‏ البَراثِن

أَظْفار مَخالِب الأَسَد، يقال‏:‏ كأَنّ بَراثِنَه الأَشافي‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏

البُرْثُن مِثْلُ الإصْبع، والمِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُن؛ قال امرؤ

القيس‏:‏ وتَرى الضّبَّ خفيفاً ماهِراً، رَافعاً بُرْثُنَه ما يَنْعَفِرْ

والمشهور في شعر امرئ القيس‏:‏ ثانياً برثنه، يصف مطراً كثيراً أَخرجَ

الضَّبٍَّ من جُحْره، فعامَ في الماء ماهراً في سباحَته يَبْسُطُ بَراثْنه

ويَثْنيها في سِباحَته، وقولُه ما يَنْعَفِر أَي لا يُصِيبُ بَراثنَه

الترابُ، وهو العَفَرُ، والبَراثن للسباع كلها، وهي من السباعِ والطير

بمَنْزلة الأَصابع من الإنسان؛ وقد تُستعارُ البَراثِنُ لأَصابع الإنسان كما قال ساعدةُ ابنُ جؤيّة يَذْكُرُ النَّحْلَ ومُشْتَار العَسَلِ‏:‏

حتَّى أُشِبَّ لها، وطال أَبابُها، ذو رُجْلَةٍ شَتْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ

والجَحْنَب‏:‏ القَصير، وليس يَهْجوه وإنما أَراد أَنه مُجْتَمِعُ

الخَلْق‏.‏ وفي حديث القبائِلِ‏:‏ سُئِلَ عن مُضَرَ فقال‏:‏ تَميمٌ بُرْثُمَتُها

وجُرْثُمَتُها؛ قال الخطابي‏:‏ إنما هو بُرْثُنَتُها، بالنون، أَي مَخالِبُها، يريد شَوْكَتها وقُوَّتَها، والميمُ والنونُ يتَعاقبان، فيجوز أَن تكونَ

الميمُ لغةً، ويجوز أَن تكونَ بدلاً لازْدِواج الكلام في الجُرْثومة كما قال الغَدايا والعَشايا‏.‏ والبُرْثُن لما لم يَكنْ من سِباعِ الطير مثلُ

الغراب والحمام، وقد يكونُ للضَّبِّ والفأْر واليَرْبوع‏.‏ وبُرْثُنُ‏:‏ قبيلة؛ أَنشد سيبويه لقَيْسِ ابنِ المُلَوَّح‏:‏

لَخُطَّابُ لَيْلى، يالَ بُرْثُنَ منكُمُ، أَدَلُّ وأَمْضَى من سُلَيكِ المَقانِبِ

غيره‏:‏ بُرْثُن حَيٌّ من بني أَسد؛ قال‏:‏ وقال قُرّانٌ الأَسَديّ‏:‏

لَزُوّارُ لَيْلى، منكُمُ آلَ بُرْثُن، على الهَوْلِ أَمْضَى من سُلَيْكِ المَقانِب

تَزُورُونَها ولا أَزورُ نِساءَكم، أَلَهْفي لأَولاد الإماءِ الحَوطِب

قال‏:‏ والمشهور في الرواية الأَوّلُ، جَعَلَ اهتِداءَهم لِفَسادِ زوجتِه

كاهْتِداء سُلَيْكِ بن السُّلَكةِ في سَيْره في الفَلَوات‏.‏ وفي النهاية

لابن الأَثير‏:‏ بَرْثان، بفتح الباء وسكون الراء، واد في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، قال‏:‏ وقيل في ضبطه غيرُ ذلك‏.‏

برذن‏:‏ البِرْذَوْنُ‏:‏ الدابة، معروف، وسَيْرَتُه البَرْذَنَةُ، والأُنثى

بِرْذَوْنَةٌ، قال‏:‏

رأَيتُكَ، إذْ جالَتْ بكَ الخَيْلُ جَوْلةً، وأَنتَ على بِرْذَوْنةٍ غير طائلِ

وجَمْعُه بَراذينُ‏.‏ والبراذين من الخَيْلِ‏:‏ ما كان من غير نِتاج

العِرابِ‏.‏ وبَرذَنَ الفرسُ‏:‏ مَشَى مشيَ البَراذينِ‏.‏ وبَرْذَنَ الرجلُ‏:‏ ثَقُلَ؛ قال ابن دريد‏:‏ وأَحسِبُ أَن البرْذَوْن مشتقّ من ذلك، قال‏:‏ وهذا ليس بشيء، وحكي عن المؤرّج أَنه قال‏:‏ سأَلتُ فلاناً عن كذا وكذا فبَرْذَنَ لي أَي

أَعْيا ولم يُجِبْ فيه‏.‏

برذن‏:‏ البِرْذَوْنُ‏:‏ الدابة، معروف، وسَيْرَتُه البَرْذَنَةُ، والأُنثى

بِرْذَوْنَةٌ، قال‏:‏

رأَيتُكَ، إذْ جالَتْ بكَ الخَيْلُ جَوْلةً، وأَنتَ على بِرْذَوْنةٍ غير طائلِ

وجَمْعُه بَراذينُ‏.‏ والبراذين من الخَيْلِ‏:‏ ما كان من غير نِتاج

العِرابِ‏.‏ وبَرذَنَ الفرسُ‏:‏ مَشَى مشيَ البَراذينِ‏.‏ وبَرْذَنَ الرجلُ‏:‏ ثَقُلَ؛ قال ابن دريد‏:‏ وأَحسِبُ أَن البرْذَوْن مشتقّ من ذلك، قال‏:‏ وهذا ليس بشيء، وحكي عن المؤرّج أَنه قال‏:‏ سأَلتُ فلاناً عن كذا وكذا فبَرْذَنَ لي أَي

أَعْيا ولم يُجِبْ فيه‏.‏

برزن‏:‏ البِرْزينُ، بالكسر‏:‏ إناء من قِشْرِ الطَّلْع يُشْرَب فيه، فارسيّ

مُعرّب، وهي التَّلْتَلة‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ البِرْزِينُ قِشْرُ

الطَّلْعةِ يُتَّخَذ من نصفه تَلْتَلةٌ؛ وأَنشد لعَديّ بن زيد‏:‏

إنَّما لِقْحَتُنا باطيةٌ، جَوْنةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها

فإِذا ما حارَدتْ أَو بَكَأَتْ، فُكَّ عن حاجِبِ أُخْرى طينُها

وفي التهذيب‏:‏

إنما لِقْحتُنا خابيةٌ

شَبَّه خابيتَه بلِقْحةٍ جَوْنةٍ أَي سوداءَ، فإِذا قلّ ما فيها أَو

انْقَطَعَ فُتِحَتْ أُخرى، قال‏:‏ وصوابُ برْزينٍ أَن يُذْكَر في فصل برَز، لأَنّ وَزْنه فِعْلينٌ مثل غِسْلين، قال‏:‏ والجوهري جعل وزنه فِعْليلاً‏.‏

النَّضْر‏:‏ البِرزين كُوز يُحْمَلُ به الشَّرابُ من الخابِية‏.‏ الجوهري‏:‏

البِرْزينُ، بالكسر، التَّلْتَلةُ، وهي مِشْرَبة تُتّخذ من قِشر

الطَّلعة‏.‏

بركن‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ الفراء يقال للكساء الأَسود بَرْكان ولا يقال بَرَنكان‏.‏

برهن‏:‏ التهذيب‏:‏ قال الله عز وجل‏:‏ قُل هاتوا بُرْهانَكم إن كنتم صادقين؛ البُرْهان الحُجّة الفاصلة البيّنة، يقال‏:‏ بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنةً

إذا جاء بحُجّةٍ قاطعة لِلَدَد الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ‏.‏ الزجاج‏:‏ يقال للذي لا يبرهن حقيقته إنما أَنت متمنٍّ، فجعلَ يُبَرْهن بمعنى يُبَيِّن، وجَمْعُ البرهانِ براهينُ‏.‏ وقد بَرْهَنَ عليه‏:‏ أَقام الحجّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

الصَّدَقةُ بُرْهانٌ؛ البُرْهانُ‏:‏ الحجّةُ والدليل أَي أَنها حُجَّةٌ

لطالب الأَجْر من أَجل أَنَّها فَرْضٌ يُجازِي اللهُ به وعليه، وقيل‏:‏ هي دَليلٌ على صحة إيمان صاحبها لطيب نَفْسه بإخْراجها، وذلك لعَلاقةٍ مّا بين

النفْسِ والمال‏.‏

برهمن‏:‏ البُرَهْمِنُ‏:‏ العالِم، بالسُّمَنيَّة‏.‏ التهذيب‏:‏ البُرَهْمن بالسُّمَنِيّة عالِمُهم وعابِدُهم‏.‏

بزن‏:‏ الأَبْزَنُ‏:‏ شيءٌ يُتَّخَذ من الصُّفْر للماء وله جَوْف، وقد

أَهْمله الليث؛ وجاء في شعرٍ قديم‏:‏ قال أَبو دُوادٍ الإياديّ يصف فرساً وَصَفه

بانتفاخ جَنْبَيْه‏:‏

أَجْوَفُ الجَوْفِ، فهو منه هواءٌ، مثل ما جافَ، أَبْزَناً، نَجَّارُ

أَصله آبْزَنَ فجعله الأَبْزَنَ حَوْض من نُحاسٍ يَسْتَنْقعُ فيه

الرجلُ، وهو مُعَرّب، وجعَل صانِعَه نجّاراً جافَ أَيَزْناً وسَّع جوفَه

لتجويده إيّاه‏.‏ ابن بري‏:‏ الأَبْزَنُ شيء يَعْمَله النّجار مثل التابوت؛ وأَنشد

بيت أَبي دُواد‏:‏

مِثل ما جاف أَبزناً نجّارُ

أَبو عمرو الشّيْباني‏:‏ يقال إبْزِيمٌ وإبْزِينٌ ويُجْمَع أَبازينَ؛ قال أَبو دواد في صفة الخيل‏:‏

إنْ لَم تَلِطْني بهمْ حقّاً، أَتَيْتُكُمُ

حُوّاً وكُمْتاً تَعادَى كالسّراحين

من كلّ جَرْداءَ قد طارَتْ عقيقتُها، وكلّ أَجْرَدَ مُسْتَرْخِي الأَبازِينِ

جمعُ إبْزِين، ويقال للقُفْل أَيضاً الإبْزيمَ لأَنّ الإبْزِيم إفْعيل

من بَزَمَ إذا عَضَّ، ويقال أَيضاً إبْزين، بالنون‏.‏ الجوهري‏:‏ البُزْيونُ، بالضمّ، السُّنْدُس؛ قال ابن بري‏:‏ هو رَقيقُ الديباج، قال‏:‏ والإبْزين

لغةٌ في الإبزيم؛ وأَنشد‏:‏

وكلّ أَجردَ مُسْترْخي الأَبازينِ

بسن‏:‏ الباسِنةُ‏:‏ كالْجُوالِقِ غَليظٌ يُتَّخذُ من مُشاقةِ الكَتَّان

أَغْلظُ ما يَكونُ، ومنهم من يَهْمِزها‏.‏ وقال الفراء‏:‏ البأْسِنةُ كِساء

مَخيطٌ يُجْعلُ فيه طعام، والجمعُ البَآسِنُ‏.‏ والبآسِنةُ‏:‏ اسم لآلات

الصُّنَّاع، قال‏:‏ وليس بَعَرَبيّ مَحْضٍ‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ نَزَل آدمُ، عليه

السلامُ، من الجَنة بالباسِنةِ، التفسيرُ للهرَويّ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قيل

إنها آلاتُ الصُّنَّاع، وقيل‏:‏ إنها سِكّةُ الحَرْث، قال‏:‏ وليس بعربي محض‏.‏

ابن بري‏:‏ البَواسِنُ جمعُ باسِنةٍ سِلال الفُقّاع، قال‏:‏ حكاه ابن دَرَسْتَوَيْه عن النَّضْر بنِ شُمَيْل‏.‏ وحَسَنٌ بَسَنٌ إتْباعٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَبْسَنَ الرجلُ إذا حَسُنَتْ سَحْنَتُه‏.‏ وبَيْسانُ‏:‏ موضع بنواحي

الشام؛ قال أَبو دُواد‏:‏

نَخَلاتٌ من نَخْلِ بَيْسانَ أَينَعْـ *** ـنَ جميعاً، ونَبْتُهنَّ تُؤامُ

بصن‏:‏ بُصان‏:‏ اسمُ رَبيعٍ الآخِرِ في الجاهلية؛ هكذا حكاه قُطْربٌ على

شَكْل غُرابٍ، قال‏:‏ والجمع أَبْصِنَةٌ وبِصْنانٌ كأَغْربةٍ وغِرْبانٍ، وأَما غيرُه من اللغويِّين فإنما هو عندهم وَبُصان، على مثال سَبُعان، ووَبِصان، على مِثال شَقِرانٍ، قال‏:‏ وهو الصحيح، قال أَبو إسحق‏:‏ سُمّي بذلك

لِوبيص السلاح فيه أَي بَريقه‏.‏ التهذيب‏:‏ بَصَنَّى‏.‏ قرية فيها السُّتور

البَصَنِّيّة، وليست بعربية‏.‏

بطن‏:‏ البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان‏:‏ معروفٌ خلاف الظَّهْر، مذكَّر، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري‏:‏ شاهدُ التذكير فيه

قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار‏:‏

يَطْوي، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، بَطْناً، من الزادِ الخبيثِ، خَميصا

وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه

سيبويه من قولِ العرب‏:‏ ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ

البطنُ والظهرُ‏.‏ وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب‏:‏ وهي ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ

البَطْنِ بُطَيْنٌ‏.‏ والبِطْنةُ‏:‏ امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، وهي الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً‏.‏ بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ

وهو بَطينٌ، وذلك إذا عَظُمَ بطْنُه‏.‏ ويقال‏:‏ ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ، وهي الكِظَّة، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً‏.‏ ويقال‏:‏ ليس

للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطـ *** ـنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما

ويقال‏:‏ مات فلانٌ بالبَطَنِ‏.‏ الجوهري‏:‏ وبُطِنَ الرجلُ، على ما لم يسمَّ

فاعله، اشْتَكَى بَطْنَه‏.‏ وبَطِن، بالكسر، يَبْطَن بَطَناً‏:‏ عَظُم

بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ‏:‏

ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ، ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ

والغَدَنُ‏:‏ الإسْتِرخاءُ والفَتْرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المَبْطونُ شهيدٌ أَي

الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه؛ ومنه الحديث‏:‏ أن امرأَةً ماتت في بَطَن، وقيل‏:‏ أَراد به ههنا النِّفاسَ، قال‏:‏ وهو أَظهر لأن البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ تَغْدُو

خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ‏.‏ وفي حديث موسى

وشعيبٍ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام، وعَوْد غَنَمِه‏:‏ حُفَّلاً بِطاناً؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى؛ المِبْطان‏:‏ الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ‏.‏ وفي صفة علي، عليه السلام‏:‏

البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ‏.‏ ورجلٌ بَطِنٌ‏:‏ لا هَمَّ له

إلاَّ بَطْنُه، وقيل‏:‏ هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل، وقيل‏:‏ هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، وقالوا‏:‏ كِيسٌ

بَطينٌ أَي مَلآنُ، على المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص‏:‏

فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ، وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ

ورجل مِبْطانٌ‏:‏ كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه، وبَطينٌ‏:‏ عظيمُ

البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ‏:‏ ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قال‏:‏ وهذا على السَّلْب

كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ‏:‏

يَشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة‏:‏

رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات، جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا

ومن أَمثالهم‏:‏ الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وذلك أَنه لا

يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس

والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ وأَنشد‏:‏

ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه، ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ

وفي صفة عيسى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام‏:‏ فإذا رجُل

مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف؛ المُبَطَّنُ‏:‏ الضامِرُ البَطْن، ويقال للذي لا يَزالُ

ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ

فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة‏:‏

فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا

ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ‏:‏ التَقَتْ حَلْقَتا

البِطانِ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها‏:‏

إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها، بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا

مِبْطانُ الضُّحى‏:‏ يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من اللَّبَن‏.‏ والبَطينُ‏:‏ الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه‏.‏ والمَبْطُونُ‏:‏

العَليل البَطْنِ‏.‏ والمِبْطانُ‏:‏ الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ‏.‏ والبَطَنُ‏:‏ داءُ

البَطْن‏.‏ ويقال‏:‏ بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً‏.‏

ورجل مَبْطونٌ‏:‏ يَشْتَكي بَطْنَه‏.‏ وفي حديث عطاء‏:‏ بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي

أَثَّرَت في باطنك‏.‏ يقال‏:‏ بَطَنَه الداءُ يبطُنه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ رجل

ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج‏.‏

وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له، كِلاهما‏:‏ ضرَب بَطْنَه‏.‏ وضرَب فلانٌ

البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر‏:‏

إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ

أَراد فابطُنْه فزاد لاماً، وقيل‏:‏ بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره

وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له، قال ابن بري‏:‏ وإنما أَسكن النون للإدغام في اللام؛ يقول‏:‏ إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ

به الضربُ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره‏.‏ وأَلقَى

الرجلُ ذا بَطْنه‏:‏ كناية عن الرَّجيع‏.‏ وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها‏:‏

يعني مَزْقَها إذا باضت‏.‏ ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً‏:‏ كَثُر ولدُها‏.‏

وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت‏.‏ وفي حديث القاسم بن أَبي

بَرَّةَ‏:‏ أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة‏:‏ الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ

البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار؛ قال بعضهم‏:‏ البَطِنة هي الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال شمر‏:‏ والانتِضاحُ‏.‏

الاسْتِنجاءُ بالماء‏.‏ والبَطْنُ‏:‏ دون القبيلة، وقيل‏:‏ هو دون الفَخِذِ وفوق

العِمارة، مُذَكَّر، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏

كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال‏:‏ البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ، أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم

منها؛ فأَما قوله‏:‏

وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ، وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر

فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر‏.‏ وفرسٌ

مُبَطَّنٌ‏:‏ أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما كان‏.‏ والبَطْنُ من كل شيء‏:‏ جَوْفُه، والجمع كالجمع‏.‏ وفي صفة القرآن

العزيز‏:‏ لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر، والجمع بَواطِنُ؛ وقوله‏:‏ وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت

ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا

أَراد‏:‏ وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، ولذلك استَجاز

أَن يقول حُمْراً، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ‏.‏ والباطِنُ‏:‏ من أَسماء الله عز وجل‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه

ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تَمْجيد الربّ‏:‏ اللهمّ أَنتَ

الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء، وقيل‏:‏ معناه أَنه

علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، وقيل‏:‏

الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر

ولا يُحيطُ به وَهْم، وقيل‏:‏ هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن‏.‏ يقال‏:‏ بَطَنْتُ

الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وذَرُوا ظاهرَ الإثم وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال‏:‏ ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وهو مذكور في موضعه‏.‏ والباطِنةُ‏:‏ خلافُ الظاهرة‏.‏ والبِطانةُ‏:‏ خلافُ الظِّهارة‏.‏ وبِطانةُ

الرجل‏:‏ خاصَّتُه، وفي الصحاح‏:‏ بِطانةُ الرجل وَليجتُه‏.‏ وأَبْطَنَه‏:‏

اتَّخَذَه بِطانةً‏.‏ وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك‏.‏ وفي الحديث‏:‏

ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ؛ بِطانةُ الرجل‏:‏ صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله‏.‏

وقوله في حديث الاستسقاء‏:‏ وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون؛ البِطانةُ‏:‏

الخارجُ من المدينة‏.‏ والنَّعْمة الباطنةُ‏:‏ الخاصَّةُ، والظاهرةُ‏:‏

العامَّةُ‏.‏ ويقال‏:‏ بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ‏.‏ ويقال‏:‏ باطنُ الإبْط، ولا يقال بطْن الإبْط‏.‏ وباطِنُ الخُفّ‏:‏ الذي تَليه الرجْلُ‏.‏ وفي حديث النَّخَعي‏:‏

أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر‏:‏ معنى

يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ، والله أَعلم‏.‏

وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ

خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف على دَخْلَته‏.‏

وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به داخلاًفي أَمره، وقيل‏:‏ بَطَنَ به دخل في أَمره‏.‏ وبَطَنتُ بفلان‏:‏ صِرْتُ من خواصِّه‏.‏ وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره‏.‏ ويقال‏:‏

أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني، وهو مُبَطَّنٌ

إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم؛ قال الزجاج‏:‏ البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ؛ يقال‏:‏ فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس، والمعنى أَن المؤمنين

نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم

أَسرارَهم‏.‏ ويقال‏:‏ أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه‏.‏ وتبَطَّنْت

الأَمرَ‏:‏ عَلِمت باطنَه‏.‏ وبَطَنْت الوادي‏:‏ دَخَلْته‏.‏ وبَطَنْت هذا الأَمرَ‏:‏

عَرَفْت باطنَه، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل‏.‏ والبطانةُ‏:‏ السريرةُ‏.‏

وباطِنةُ الكُورة‏:‏ وَسَطُها، وظاهرتُها‏:‏ ما تنَحَّى منها‏.‏ والباطنةُ من البَصْرةِ والكوفة‏:‏ مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها، والضاحيةُ‏:‏ ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً‏.‏ وبَطْنُ الأَرض وباطنُها‏:‏ ما غَمَض منها واطمأَنّ‏.‏ والبَطْنُ من الأَرض‏:‏ الغامضُ الداخلُ، والجمعُ القليل

أَبْطِنةٌ، نادرٌ، والكثير بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ كالبَطْن‏.‏ وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه‏.‏ ابن شميل‏:‏ بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها

ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه، وهي البواطنُ والبُطون‏.‏ ويقال‏:‏ أَخذ

فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها‏.‏ وتبطَّنْتُ الوادي‏:‏

دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه‏.‏ وبُطْنانُ الجنة‏:‏ وسَطُها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ينادي

مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه، وقيل‏:‏ من أَصله، وقيل‏:‏

البُطْنان جمع بطن، وهو الغامض من الأَرض، يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلام علي، عليه السلام، في الاستسقاء‏:‏ تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان‏.‏

والبُطْنُ‏:‏ مسايلُ الماء في الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح‏:‏

مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه

نَوىً، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق

قال‏:‏ بَطِناتُه مَحاجُّه‏.‏ والبَطْنُ‏:‏ الجانب الطويلُ من الريش، والجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ‏.‏ والبَطْنُ‏:‏ الشِّقُّ

الأَطولُ من الريشة، وجمعها بُطْنان‏.‏ والبُطْنانُ أَيضاً من الريش‏:‏ ما كان

بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى، وقيل‏:‏ البُطْنانُ ما كان من تحت

العَسيب، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ البُطْنانُ من الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على

بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب

الريشة‏.‏ ويقال‏:‏ راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأن ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الريش قِصار، وواحدُ البُطْنانِ

بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه‏.‏

وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه‏:‏ جعله بطانتَه‏.‏ وأَبطنَ السيفَ كشْحَه

إذا جعله تحت خَصْره‏.‏ وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر‏:‏ جعله تحته‏.‏ وبِطانةُ

الثوب‏:‏ خلافُ ظِهارته‏.‏ وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً‏:‏ جعل له بطانةً، ولِحافٌ

مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وهي البِطانة والظِّهارة‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏

بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ‏.‏ وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ مُتَّكِئِين على فُرُشٍ

بَطائنُها من إستبرقٍ؛ قال‏:‏ قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً، وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً، قال‏:‏ وقد تقول العربُ هذا ظهرُ

السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه‏.‏ وقال غير الفراء‏:‏ البِطانةُ

ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه، والظهارة ما ظَهَرَ وكان

من شأْن الناس إبداؤه‏.‏ قال‏:‏ وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين

المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه

قوماً، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ

لمن يليه، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن، وكذلك وجْها الجبل وما

شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه

بِطانةً، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً

وبطْناً، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ في باطِن وظِيفي الفرس أَبْطَنانِ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في عَصَب الوَظيف‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها، وهما

أَبْطَنانِ‏.‏ والأبْطَنانِ‏:‏ عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفي الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين‏.‏ والبِطانُ‏:‏ الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ‏.‏

والبِطانُ‏:‏ حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وقيل‏:‏ هو للبعير كالحِزام للدابة، والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن‏.‏ وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه‏:‏ شَدَّ بِطانه‏.‏

قال ابن الأَعرابي وحده‏:‏ أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه، بغير

أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم‏:‏

أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه، بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛ فشبَّه استِرْخاء‏.‏

عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت، وقال‏:‏

لا يجوز إلا أَبْطَنت، واحتجَّ ببيت ذي الرمة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وبَطَنْتُ

لغةٌ

أَيضاً‏.‏ والبِطانُ للقَتَب خاصة، وجمعه أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج‏.‏

ابن شميل‏:‏ يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى

يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه‏.‏ الجوهري‏:‏ البِطانُ للقَتَب

الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير‏.‏ يقال‏:‏ التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا

اشتدَّ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل، يقال منه‏:‏ أَبْطَنْتُ البعيرَ

إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه‏.‏ وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ‏.‏

وقال أَبو عبيد في باب البخيل، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً‏:‏

مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء، ومثله‏:‏ مات فلانٌ وهو عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد‏:‏

ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلم دينَه شيءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات‏:‏

هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ

البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين، وتغضْغَضَ الماءُ‏:‏ نَقَصَ، قال‏:‏ وقد يكون

ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ‏.‏ ورجل بَطِنٌ‏:‏ كثيرُ المال‏.‏

والبَطِنُ‏:‏ الأَشِرُ‏.‏ والبِطْنةُ‏:‏ الأَشَرُ‏.‏ وفي المَثَل‏:‏ البِطْنةُ تُذْهِبُ

الفِطْنةَ، وقد بَطِنَ‏.‏ وشأْوٌ بَطِينٌ‏:‏ واسعٌ‏.‏ والبَطين‏:‏ البعيد، يقال‏:‏

شأْوٌ بطين أَي بعيد؛ وأَنشد‏:‏

وبَصْبَصْنَ، بين أَداني الغَضَا

وبين عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً

قال‏:‏ وفي حديث سليمان بن صُرَد‏:‏ الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد‏.‏ وتبطَّن

الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها، وقيل‏:‏ تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه

فيها؛ قال امرؤُ القيس‏:‏

كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ، ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ

وقال شمر‏:‏ تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله‏:‏

إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها

ويقال‏:‏ اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه

أَوْدع نطفتَه بطونها؛ ومنه قول الكميت‏:‏

فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ، وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ

بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ

صرَّتُها‏:‏ جماعة كواكبها، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء‏.‏ وقال عمرو بن بَحْر‏:‏ ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح، قال‏:‏ والبهائم تأْتي إناثها من ورائها، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ

بالدبر، قال أَبو منصور‏:‏ وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها

ليُجامِعَها‏.‏ واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ‏:‏ جَوَّلتُ فيه‏.‏ وابْتَطنْتُ

الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات‏.‏ ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان

يَخبَأُ زادَه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلاً‏:‏

أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ

والبُطَيْن‏:‏ نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن

والثُّرَيَّا، جاء مصغَّراً

عن العرب، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي، وهو بطن الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل، والشرَطان

قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، والثريا أَليتُه، والعرب تزعُم أَن البُطَين

لا نَوْء له إلا الريحُ‏.‏ والبَطينُ‏:‏ فرس معروف من خيل العرب، وكذلك

البِطان، وهو ابن البَطين‏.‏ والبَطين‏:‏ رجل من الخَوارج‏.‏ والبُطَين الحِمْضيّ‏:‏ من شُعَرائهم‏.‏

بعكن‏:‏ رَمْلة بَعْكنةٌ‏:‏ غليظة تشتدُّ على الماشي فيها‏.‏

بغدن‏:‏ بَغْداذ وبَغْذاد وبَغْذاذ وبَغْدانُ، بالنون، وبَغْدينُ

ومَغْدان‏:‏ مدينة السلام، معرّب، تذكَّر وتؤَنث؛ وأَنشد الكسائي‏:‏

فيا ليلةً خُرْسَ الدَّجاجِ طويلةً

بِبَغْدانَ، ما كادَتْ عن الصبح تَنْجَلي

قال‏:‏ يعني خرساً دجاجُها‏.‏

بقن‏:‏ الأَزهري‏:‏ أَما بقن فإن الليث أَهمله، وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏

أَبْقَن إذا أَخضَبَ جَنابُه واخضرَّت نِعالُه‏.‏ والنِّعالُ‏:‏ الأَرضون

الصُّلبة‏.‏

بلن‏:‏ في الحديث‏:‏ ستَفْتَحون بلاداً

فيها بَلاَّناتٌ أَي حمّامات؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الأَصل بَلاّلات، فأَبدل

اللام نوناً‏.‏

بلسن‏:‏ البُلْسُن‏:‏ العَدَس، يمانية؛ قال الشاعر‏:‏

وهل كانت الأَعرابُ تَعْرِف بُلْسُنا

الجوهري‏:‏ البُلْسُن، بالضم، حَبٌّ كالعدس وليس له‏.‏

بلهن‏:‏ البُلَهْنِية والرُّفَهْنِية‏:‏ سَعَة العيش، وكذلك الرُّفَغْنِية‏.‏

يقال‏:‏ هو في بُلَهْنِية من العيش أَي في سَعة ورَفاغِية، وهو مُلْحق

بالخماسي بأَلف في آخره، وإنما صارت ياءً لكسرة ما قبلها؛ قال ابن بري‏:‏

بُلَهْنِية حقها أَن تُذْكر في بله في حرف الهاء لأَنها مُشتقة من البَلَه أَي

عَيْش أَبْلَه قد غَفَل‏.‏ والنونُ والياءُ فيه زائدتان للإلحاق

بخُبَعْثِنةٍ، والإلحاق هو بالياء في الأَصل، فأَما أَلف مِعْزًى فإنها بدل من ياء الإلحاق‏.‏

بنن‏:‏ البَنَّة‏:‏ الريح الطيِّبة كرائحة التُّفّاح ونحوها، وجمعُها

بِنانٌ، تقول‏:‏ أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً

طيِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل‏.‏ قال سيبويه‏:‏ جعلوه اسماً

للرائحة الطيبة كالخَمْطة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إن للمدينة بَنَّةً؛ البَنَّة‏:‏

الريح الطيِّبة، قال‏:‏ وقد يُطلق على المكروهة‏.‏ والبَنَّة‏:‏ ريحُ مَرابِضِ

الغنم والظباء والبقر، وربما سميت مرابضُ الغنم بَنَّة؛ قال‏:‏

أَتاني عن أَبي أَنَسٍ وعيدٌ، ومَعْصُوبٌ تَخُبُّ به الرِّكابُ

وعيدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ منه، وتَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذَّئابُ

ورواه ابن دريد‏:‏ تُخْدِجُ أَي تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً‏.‏ وقوله‏:‏

معصوبٌ كتابٌ أَي هو وعيد لا يكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً، والذئاب لا تكره بَنَّة الغنم أَبداً‏.‏ الأَصمعي فيما روى عنه أَبو حاتم‏:‏

البَنَّة تقال في الرائحة الطيّبة وغير الطّيبة، والجمع بِنانٌ؛ قال ذو

الرمة يصف الثورَ الوحشيّ‏:‏

أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَةِ، طَيِّبٌ

نسيمَ البِنانِ في الكِناسِ المُظَلَّلِ

قوله‏:‏ عَود المباءَة أَي ثَوْر قديم الكِناس، وإنما نَصَب النسيمَ

لَمَّا نَوَّنَ الطيِّبَ، وكان من حقه الإضافةُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زيداً، ومنه قوله تعالى‏:‏ أَلم نجعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياء وأَمواتاً؛ أَي

كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ، يقول‏:‏ أَرِجَتْ ريحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من المطر‏.‏ والبَنَّة أَيضاً‏:‏ الرائحة المُنْتِنة، قال‏:‏ والجمع من كل ذلك

بِنانٌ، قال ابن بري‏:‏ وزعم أَبو عبيد أَن البَنَّة الرائحة الطيّبة فقط، قال‏:‏ وليس بصحيح بدليل قول عليّ، عليه السلام، للأَشْعث بن قَيْس حين خطَب

إليه ابْنَتَه‏:‏ قُمْ لعنك الله حائكاً فَلَكَأَنِّي أَجِدُ منكَ بَنَّةَ

الغَزْلِ، وفي رواية قال له الأَشْعثُ بنُ قَيْس‏:‏ ما أَحْسِبُكَ عَرَفْتني

يا أَمير المؤْمنين، قال‏:‏ بلى وإني لأَجِدُ بَنَّة الغزل منك أَي ريح

الغزل، رماه بالحياكة، قيل‏:‏ كان أَبو الأَشْعث يُولَع بالنِّساجة‏.‏

والبِنُّ‏:‏ الموضعُ المُنتِنُ الرائحة‏.‏ الجوهري‏:‏ البَنَّةُ الرائحة، كريهةً كانت أَو طيبةً‏.‏ وكِناسٌ مُبِنٌّ أَي ذو بَنَّةٍ، وهي رائحة بَعْر

الظِّباء‏.‏ التهذيب‏:‏ وروى شمر في كتابه أَن عمر، رضي الله عنه، سأَل رجلاً

قَدِمَ من الثَّغْر فقال‏:‏ هل شَرِبَ الجَيْشُ في البُنيات الصغار‏.‏‏؟‏ قال‏:‏ لا، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتداولُونه حتى يشربوه

كلُّهم؛ قال بعضهم‏:‏ البُنيات ههنا الأَقداحُ الصِّغار‏.‏ والإبْنانُ‏:‏

اللُّزومُ‏.‏ وأَبْنَنْتُ بالمكان إِبْناناً إذا أَقمْت به‏.‏ ابن سيده‏:‏ وبن بالمكان يَبِنُّ بَنّاً وأَبَنَّ أَقام به؛ قال ذو الرمة‏:‏

أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءةِ طَيِّبٌ

وأَبي الأَصمعي إلا أَبَنَّ‏.‏ وأَبَنّتِ السحابةُ‏:‏ دامَتْ ولزِمَتْ‏.‏

ويقال‏:‏ رأَيت حيّاً مُبِنّاً بمكان كذا أَي مقيماً‏.‏ والتبنينُ‏:‏ التثبيت في الأَمر‏.‏ والبَنِينُ‏:‏ المتثبِّت العاقل‏.‏ وفي حديث شريح‏:‏ قال له أَعرابيّ

وأَراد أَن يَعْجَل عليه بالحكومة‏.‏ تَبَنَّن، أَي تثَبَّتْ، من قولهم

أَبَنَّ بالمكان إذا أَقام فيه؛ وقوله‏:‏

بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً

يجوز أَن يكون اللازمَ اللازق، ويجوز أَن يكون من البَنَّة التي هي الرائحة المنتنة، فإما أَن يكون على الفعل، وإما أَن يكون على النسب‏.‏

والبَنان‏:‏ الأَصابع‏:‏ وقيل‏:‏ أَطرافها، واحدتها بَناتةٌ؛ وأَنشد ابن بري لعباس بن مرداس‏:‏

أَلا ليتَني قطَّعتُ منه بَنانَه، ولاقَيْتُه يَقْظان في البيتِ حادِرا

وفي حديث جابر وقتْل أَبيه يومَ أُحُد‏:‏ ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه‏.‏

والبَنانُ في قوله تعالى‏:‏ بَلَى قادرين على أَن نُسوّيَ بَنانه؛ يعني شَواهُ؛ قال الفارسي‏:‏ نَجْعلُها كخُفّ البعير فلا ينتفع بها في صناعة؛ فأَما ما أَنشده سيبويه من قوله‏:‏

قد جَعَلَت مَيٌّ، على الطِّرارِ، خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ

فإنه أَضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس، يعني بالمفرد أَنه لم يكسَّر

عليه واحدُ الجمع، إنما هو كسِدْرة وسِدَر، وجمعُ القلة بناناتٌ‏.‏ قال‏:‏

وربما استعاروا بناءَ أَكثر العدد لأَقله؛ وقال‏:‏

خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار

يريد خمساً من البَنان‏.‏ ويقال‏:‏ بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كل جمع بينه وبين

واحده الهاءُ فإِنه يُوَحِّد ويذكَّرُ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ فاضربوا فوق

الأَعْناق واضربوا منهم كل بَنان؛ قال أَبو إسحق‏:‏ البَنانُ ههنا جميعُ أَعضاء

البدن، وحكى الأَزهري عن الزجاج قال‏:‏ واحدُ البنان بَنانة، قال‏:‏ ومعناه

ههنا الأَصابعُ وغيرُها من جميع الأَعضاء، قال‏:‏ وإنما اشتقاقُ البنان من قولهم أَبَنَّ بالمكان، والبَنانُ به يُعْتَمل كلُّ ما يكون للإقامة

والحياة‏.‏ الليث‏:‏ البنان أَطرافُ الأَصابع من اليدين والرجلين، قال‏:‏ والبَنان في كتاب الله هو الشَّوى، وهي الأَيدي والأَرجُل، قال‏:‏ والبنانة الإصْبَعُ

الواحدة؛ وأَنشد‏:‏

لا هُمَّ أَكْرَمْتَ بني كنانهْ، ليس لحيٍّ فوقَهم بَنانهْ

أَي ليس لأَحدٍ عليهم فضل قِيسَ إصبعٍ‏.‏ أَبو الهيثم قال‏:‏ البَنانة

الإصبعُ كلُّها، قال‏:‏ وتقال للعُقدة العُليا من الإصبع؛ وأَنشد‏:‏

يُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ

والمُطرَّفُ‏:‏ الذي طُرِّفَ بالحنّاء، قال‏:‏ وكل مَفْصِل بَنانة‏.‏

وبُنانةُ، بالضم‏:‏ اسمُ امرأَة كانت تحتَ سَعْد بن لُؤَيّ بن غالبِ بن فِهْرٍ، ويُنسَبُ ولدُه إليها وهم رَهْط ثابت البُنانيّ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وبُنانةُ حيٌّ من العرب، وفي الحديث ذكرُ بُنانة، وهي بضم الباء وتخفيف النون الأُولى

مَحِلة من المَحالّ القديمة بالبَصرة‏.‏ والبَنانة والبُنانة‏:‏ الرَّوْضة

المُعْشِبة‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ والقَذَع‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلَّم بكلام الفحش، وهي البَنْبنة؛ وأَنشد أبو عمرو لكثير المحاربيّ‏:‏

قد مَنَعَتْني البُرَّ وهي تَلْحانْ، وهو كَثيرٌ عندَها هِلِمّانْ، وهي تُخَنْذي بالمَقالِ البَنْبانْ

قال‏:‏ البَنْبانْ الرديءِ من المنطق والبِنُّ‏:‏ الطِّرْق من الشحم يقال للدابة إِِِِِِِِِِِِِِِذا سَمِنتْ‏:‏ ركِبَها طِرْقٌ على طِرْقٍ

الفراء في قولهم

بَلْ بمعنى الاستدراك‏:‏ تقول بَلْ واللّهِ لا آتيكَ وبَنْ واللّه، يجعلون

اللام فيها نوناً، قال‏:‏ وهي لغة بني سعد ولغة كلب، قال‏:‏ وسمعت الباهِلِيين

يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ، قال‏:‏ ومن خَفيفِ هذا الباب بَنْ ولا بن لغةٌ في بَلْ ولا بَلْ، وقيل‏:‏ هو على البدل؛ قال ابن سيده‏:‏ بَلْ كلمة

استدراكٍ وإعلامٍ بالإضْراب عن الأَولِ، وقولهم‏:‏ قام زيد بَلْ عَمْروٌ وبن عَمْروٌ، فإن النون بدلٌ من اللام، أَلا ترى إلى كثرة استعمال بَلْ

وقلَّة استعمال بَنْ والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقلِّ‏؟‏ قال‏:‏ هذا هو الظاهر

من أَمره قال ابن جني‏:‏ ولسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن يكون بَنْ لغةً قائمة

بنفسها، قال‏:‏ ومما ضوعف من فائِه ولامِه بَنْبان، غير مصروف، موضع؛ عن

ثعلب؛ وأَنشد شمر‏:‏

فصارَ ثنَاها في تميمٍ وغيرِهم، عَشِيَّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيرُها

يعني ماءً لبني تميم يقال له بَنْبان؛ وفي ديار تميم ماءٌ يقال له

بَنْبان ذكره الحُطيئة فقال‏:‏

مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَه، وماءَ وَسِيعٍ ماءَ عَطْشانَ مُرْمل ِ

يعني الزِّبْرِقان أَنه حَلأَه عن الماء‏.‏

بهكن‏:‏ إمرأَة بِهْكنةٌ وبُهاكِنة‏:‏ تاّرة غضَّة وهي ذات شَبابٍ بَهْكَنٍ

أَي غَضٍّ، وربما قالوا بَهْكَل؛ قال السَّلوليّ‏:‏

بُهاكِنةٌ غَضَّةٌ بَضَّة، بَرُودُ الثَّنايا خِلافَ الكَرى

التهذيب‏:‏ جارية بَهْكَنةٌ تارّة غَريضة، وهُنَّ البَهْكَناتُ

والبَهاكِن‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَهْكَنةُ الجاريةُ الخفيفةُ الروح الطيِّبة الرائحةِ

المليحةُ الحلوة‏.‏

بهنن‏:‏ البَهْنانةُ‏:‏ الضحَّاكة المُتهلِّلة؛ قال الشاعر‏:‏

يا رُبَّ بَهْنانةٍ مُخَبَّأَةٍ، تَفْتَرُّ عن ناصعٍ من البَرَد

وقيل‏:‏ البَهْنانةُ الطيِّبةُ الريح، وقيل‏:‏ الطيِّبة الرائحة الحسَنة

الخُلقِ السَّمْحة لزَوْجِها، وفي الصحاح‏:‏ الطيِّبة النفَس والأَرَجِ، وقيل‏:‏

هي الليِّنة في عملها ومَنْطقها‏.‏ وفي حديث الأَنصار‏:‏ ابْهَنُوا منها

آخِرَ الدهر أَي افرَحوا وطيبُوا نفْساً بصُحْبَتي، من قولهم امرأَةٌ

بَهْنانةٌ أَي ضاحكة طيّبة النفَس والأَرَج؛ فأَما قول عاهان بن كعب بن عمرو بن سعد أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

أَلا قالتْ بَهانِ، ولمْ تأَبَّقْ‏:‏

نَعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النَّعيمُ

بَنونَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ

فإنه يقال بَهانِ أَراد بَهْنانةً، قال‏:‏ وعندي أَنه اسم علم كحَذامِ

وقَطامِ، وقوله‏:‏ لم تَأَبَّقْ أَي لم تأْنفْ، وقيل‏:‏ لم تأَبَّقْ لم تفِرّ، مأْخوذ من أَباقِ العبدِ، وهذا البيت أَورده الجوهري منسوباً لعامانَ

بالميم، ولم يُنبِّه عليه ابن بري بل أَقرّه على اسمه وزاد في نسبَه، وهو عاهان بالهاء كما أَورده ابن سيده، وذكره أَيضاً في عوه وقال‏:‏ هو على هذا

فَعْلانُ وفاعال فيمن جعله من عَهنَ؛ وأَورده الجوهري‏:‏

كبِرْتَ ولا يليق بك النعيم

وصوابه نَعِمتَ كما أَورده ابن سيده وغيره‏.‏ وبُسُّ‏:‏ اسمُ موضع كثير

النخل‏.‏ الجوهري‏:‏ وبَهانِ اسمُ امرأَة مثل قَطامِ‏.‏ وفي حديث هَوازن‏:‏ أَنهم

خرجوا بدُرَيْد بن الصّمّة يتَبَهّنون به؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قيل إن الراوي

غَلِطَ وإنما هو يَتَبَهْنَسون، والتَّبَهنُسُ كالتَّبَخْتر في المشي، وهي مِشْية الأَسد أَيضاً، وقيل‏:‏ إنما هو تصحيفُ يتَيمَّنُون به، من اليُمْنِ ضِدّ الشُّؤْم‏.‏ والباهِينُ‏:‏ ضرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وقال مُرة‏:‏

أَخبرني بعضُ أَعرابْ عُمانَ أَنَّ بهَجَر نخلة يقال لها الباهينُ، لا

يزال عليها السَّنةَ كلَّها طلعٌ جديدٌ وكبائسُ مُبْسِرة وأُخَرُ مُرْطِبة

ومُتْمِرة‏.‏ الأَزهري عن أَبي يوسف‏:‏ البَيْهَنُ النَّسْتَرَنُ من الرّياحِين، والبَهْنَوِيُّ من الإبلِ‏:‏ ما بين الكِرْمانيّة والعربيّة، وهو دَخِيل في العربية‏.‏

بون‏:‏ البَوْنُ والبُونُ‏:‏ مسافةُ ما بين الشيئين؛ قال كُثيِّر عزَّة‏:‏

إذا جاوَزوا معروفَه أَسْلَمْتُهُمْ

إلى غمرةٍ‏.‏‏.‏‏.‏ ينظرُ القومُ بُونَها‏.‏ وقد بانَ صاحبه بَوْناً‏.‏ والبِوانُ، بكسر الباء‏:‏ ‏.‏ عمود من أَعْمِدة

الخِباء، والجمع أَبْوِنةٌ وبُونٌ، بالضم، وبُوَنٌ، وأَباها سيبويه‏.‏

والبُونُ‏:‏ موضعٌ؛ قال ابن دريد‏:‏ لا أَدري ما صحتُه‏.‏ الجوهري‏:‏ البانُ ضربٌ من الشجر، واحدتها بانةٌ؛ قال امرؤُ القيس‏:‏

بَرَهْرهةٌ رُؤْدةٌ رَخْصةٌ، كخُرْعوبةِ البانةِ المنفطِرْ

ومنه دُهْنُ البانِ، وذكره ابن سيده في بَيَنَ وعلله، وسنذكره هناك‏.‏ وفي حديث خالد‏:‏ فلما أَلْقى الشامُ بَوانِيَه عزلَني واستعمل غيري أَي

خيرَه وما فيه من السَّعة والنّعْمة‏.‏ ويقال‏:‏ أَلقى عَصاه وأَلقي بَوانِيَه‏.‏

قال ابن الأَثير‏:‏ البَواني في الأَصل أَضْلاعُ الصدْرِ، وقيل‏:‏ الأَكتافُ

والقوائمُ، الواحدة بانية، قال‏:‏ ومنْ حقِّ هذه الكلمة أَن تجيء في باب

الباء والنون والياء، قال‏:‏ وذكرناها في هذا الباب حملاً على ظاهرها، فإنها

لم ترد حيث وردت إلا مجموعة‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ أَلقَت السماءُ بَرْكَ

بَوانيها؛ يريدُ ما فيها من المطر‏.‏ والبُوَيْن‏:‏ موضع؛ قال مَعْقِل ابن خوَيلد‏:‏ لعَمْري لقد نادى المُنادي فراعَني، غَداةَ البُوَيْنِ، من قريب فأَسْمَعا

وبُوانات‏:‏ موضع؛ قال مَعْن بن أَوس‏:‏

سَرَتْ من بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ

بقَوْرانَ، قَورانِ الرِّصاف تُواكِله

وقال الجوهري‏:‏ بُوانةُ، بالضم، اسمُ موضع؛ قال الشاعر‏:‏

لقد لَقِيَتْ شَوْلٌ، بجَنْبَيْ بُوانةٍ، نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما

وقال وضَّاح اليمن‏:‏

أَيا نَخْلَتَيْ وادِي بُوانةَ حَبَّذا، إذا نامَ حُرَّاسُ النخيلِ، جَناكما

قال‏:‏ وربما جاء بحذف الهاء؛ قال الزَّفَيان‏:‏

ماذا تَذَكَّرْتُ من الأَظْعان، طَوالِعاً من نحوِ ذي بُوانِ

قال‏:‏ وأَما الذي ببلاد فارس فهو شِعْب بَوَّان، بالفتح والتشديد؛ قال محمد بن المكرَّم‏:‏ يقال إنه من أَطْيب بقاع الأَرض وأَحسَن أَماكِنِها؛ وإيّاه عَنى أَبو الطّيب المتنَبِّي بقوله‏:‏

يَقول بشِعْبِ بَوَّانٍ حِصاني‏:‏

أَعَنْ هذا يُسارُ إلى الطِّعانِ‏؟‏

أَبوكُمْ آدَمٌ سَنَّ المَعاصي، وعَلَّمكُمْ مُفارَقةَ الجِنانِ

وفي حديث النذْر‏:‏ أَن رجلاً نَذَرَ أَن يَنْحَر إبلاً

بِبُوانَةَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي بضم الباء، وقيل‏:‏ بفتحها، هَضْبةٌ من وَراء يَنبُع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَوْنة البنت الصغيرة‏.‏ والبَوْنة‏:‏ الفصيلة‏.‏ والبَوْنة‏:‏ الفراق‏.‏